صورة ارشيفية |
أحلام واقعية- ندى العمر
شاب طموح ناجح في حياته؛ ولكن أكثر شىء يشعر أنه غير محظوظ فيه إنه كبير العائلة وريثها من عادات أهل المنطقة التي يقطن فيها الزواج من ابنة العم حجزت من نصيبه منذ ولادتها فرض سيطرة الأهل جعلته يكرهه قبل أن يعطي لنفسه فرصة أن يحبها بالرغم من جمالها الشديد، وأخلاقها إلا إنه يشعر إنه مجبور بزواجه منها فلا يعطي لنفسه فرصة أن يحبها وربما أحبها لو تزوجها برضاه؛ ولكن عادات العائلة أن المال لا يخرج للأغراب ...تزوجها وأحبها حب العشرة؛ ولكن هاجس إنه أجبر على زواجه منها بسبب العادات؛ شعر بإنه مقيد وإنه له الحق أن يحب ويختار !
ظلت الفكرة تكبر في عقلة أن يتمرد على قرارات العائلة ظل يبحث ويبحث؛ ولكن تحول بحثه عن الحب لبحثه عن زيادة المال والنجاح ليرضي طموحه ويعوض عقدة النقص في الاختيار..قرر أن يتزوج من شريكته صاحبة الجمال، والمال، والبرستيج المناسبة لمستواه الذي وصل إليه ليكبر عمله متجاهلًا الحب، وإن المال والنجاح هم سر سعادة الراجل، أوهم نفسه بحبها ولكن طموحة محو فكرة الحب بل وجدها تكمل وجهته في عالم المال والأعمال، طبق مبدأ "طالما كله بما يرضي الله، وفي الحلال..فين المشكلة"!
كسر قلب زوجته الأولى فمهما فعلت من أجله فلن يحبها إلا من أجل ابنائه، ظلت تدافع عنه أمام أهله وأهلها وتبرر له إنه حق من حقوقه طالما هو لن ينفصل عنها، أنانيته جعلته يكسر قلب أحبه بصدق!
وبعد زواج الثانية شعر إنه لم يعد سعيدا وأصبح ما يحققه من نجاح، وزيادة في المال شيء عادي ظل محتار لماذا لم يكن سعيد..هل هذا عقاب كسرة قلب زوجته الأولى أم تسرع في اختيار الثانية أم انتقم من نفسه بسبب إجبار أهله..ظل يعيش صراع نفسي.
فجأة أصبح لا يعنيه المال، ولا الجمال ،ولا النجاح ابتعد عن زوجاته بحجة العمل أصبح يهرب من مواجهتهم وشعر إن ضميره يؤنبه وخاصة إنهن أحبوه بصدق.
إذ فجأة تتلون الحياة في عينه بظهور فتاة مليئة بالحيوية والشباب خطفت قلبه شعر بدقات الحب الذي يعلمها من أحاديث أصدقائه والمقربين منه، فتاة لا تملك المال ولا ابنة لأحد الأغنياء ، فتاة لاتحسب الحياة بحساباته العقلية والمادية، شعر بقهر سأل نفسه لماذا لم تظهر في حياتي من قبل ..لماذا لو كنت شخصًا عاديًا لا يملك المال، ولا كبير العائلة ..الأولى قريبته وزوجته طمعت في حبه والثانية شريكته وزوجته أيضًا انبهرت بنجاحه ..وهل الثالثة ستكون في قائمة زوجاته فهو طامع في حبها؟!
سؤال غريب هل سيحب بعد الثالثة إذا تزوجها ليملأ عقدة النقص أم فعلًا وقع في الحب وشعر إنه أحب بصدق ، ويعيش حياة المحبين؟!
قرر لأول مرة أن لايهمه رد فعل أهله ، ولا زوجاته ، ولايهمه حتى لو حرم من ميراثه أو خسر نجاحه ..أهذا جنون ؟!
الجميع اتهمه بالجنون لحبه للفتاة البسيطة التي يقضي على نجاحه الساحق، وطموحاته غير المتناهية، وغضب زوجاته في حين علمهم بقرار كهذا بعدما تعهد ألا يتزوج مرة أخرى واكتفى بحبهم؟!
اعترف لها بحبه، أخبر زوجاته بقراره؛ ولكن عكس ما توقعه لا يعرضونه بل أصبح وجوده في حياتهم ليس شىء مهم حياتهم تسير فقد اعتادوا غيابه وانشغاله في العمل،
الأولى انشغلت بتربية أطفالها، والثانية النجاح والعمل شاغلها الأول والأخير، أصبح يشعر بغربة بالرغم حرصه على عدم التفرقة بينهم فى كل شىء.
رفضته الفتاة باحترام وأدب ظل يسرد عليها ماسيفعله من تأمين لحياتها المستقبلية من عش زوجية مستقل، وفرح لاتحلم به، ومهر، وشبكة، ومؤخر بأرقام فلكية في مقابل الموافقة، وكأنه طفل يتمسك بلعبة لن يتركها!
الفتاة ابلغته إن مايعيشه مشاعر متأخرة تشبه المريض الذي منعه الطبيب من الأكل لأعوام وحينما وجد الأكل الذي أمامه أكله دون تمييز هل سيعاني ويشعر بنفس عقدة النقص ليرضي غروره أم إنه يحب بصدق !
ابلغته حينما تختار ستختار من تحبه ويحبها من ستكون في حياته هي الأولى والأخيرة دون أن يشاركها أحد، حياة المال والأعمال حياة لا تناسبها تمامًا فهي لديها صندوق أحلام تود أن تحققه مع شخص بسيط ترسمه في لوحاتها .. روح تسري في قلبها وعقلها تستحق الانتظار ؟!
لأول مرة يشعر إنه فقير وما حققه خلال أعوام لاشىء، ابتعدت الفتاة عنه تمامًا، قرر أن ألا يظلم لا نفسه ولا أحد وخاصة زوجاته بعد انفصاله عنهم، وأصبح يسأل عن أبنائه ويهتم بهم أكثر من السابق، ملتزم بكافة حقوقهم المادية..وبدأ يبحث عن رحلة الحب، وعن فتاة أحلامه من جديد!
قدر له القدر أن يرى الفتاة التي ظن إنه أحبها مع شريكها وهي في قمة السعادة تضحك ضحكة لم يراها من قبل وكأنها تخبر الجميع إنها تعيش سعادة، لم تعيشها من قبل وجدت الروح التي ظلت تبحث عنها..هو قرر أيضًا أن يبحث ويعيش حتى يصل إلى هذه الحالة..حالة الحب الحقيقي بالحلال!
تعليقات
إرسال تعليق