تتنهد، تنظر للحيطان تتأملها تنهمر دمعة تلو الأخرى لم تتوقع سيأت يوم والحيطان تكون الأذن الصاغية لذكرياتها مع ابنائها، لم تتخيل إن ألبوم الصور الذي يحمل ذكريات منذ طفولتهم حتى يوم فرحهم يكون لها صديق في كل مناسبة تفتحه تنظر للصور وتتذكر،
لايخطر على بالها إن سؤلها على ابنائها مجرد كلمات على وسائل التباعد الاجتماعي-كما تصف- مجرد صور وحروف جافة خالية من المشاعر خالية من حضنهم ظلت ترعاهم وتفني حياتها من أجلهم، مهما كان وجود زوجها ووالدهم معها مهما كان يحاوطها الأقارب والجيران؛ ولكن حضنهم عندها بالدنيا حديثها لساعات معهم، وكأنها ملكت كنوز العالم!
أي ظروف هذه التي تأخذ الأبناء عن سؤال أهلهم، البعض استبدل جفاء ابنائه بوفاء كلب يربيه خير صديق وفي يسلي وحدته، والبعض الآخر يعين يتيم لعله يكون سبب في إدخاله الجنة.
يتثاقل الأبناء زيارة أهاليهم، كل واحد يرمي الدور على الآخر بحجة الظروف، ودروس الأولاد، وغيرها من تبريرات "عذر أقبح من ذنب"!
كل الدنيا تقف إلا موعد تدريب أبنائهم، الخروجات، السفر؛ ولكن زيارة من تعبوا وسهروا ودفعوا ما لديهم من أجل تربيتهم الظروف لاتسمح!
للأسف ينسى البعض حقوق الأهل بعد الزواج منغمسين في دوامة الظروف، الدنيا دوارة من يتهرب من أهله ويشعر بإنهم حمل ثقيل فابنائه سترد الدور بل بالضعف ووقتها لا ندم بل وجع ينزف ولا دواء له!
من له أم وأب على قيد الحياة خصصوا لهم يوم اقضوه معهم، لاتعلموا مدى شعور الأهل برؤية أحفادهم أمام أعينهم، تحدثوا معهم وعن أحوالهم، ومايحتاجوه، اسعدوهم في الكبر- كما -اسعدوكم في الصغر!
|
تعليقات
إرسال تعليق