"عقدة الولد"!





















أحلام واقعية- ندى العمر


لم تسعها الفرحة حينما علمت بحبه لها ووجوده في بيتها يطلبها من أهلها بصحبة اهله بالرغم من ظروفه المادية الصعبة ، إلا أن استقبلوه بالترحيب والفرح فهي كانت يتيمة الأبوين فكان أخوتها هم من تولوا مسؤولية جهازها، ومصاريف زواجها،

 حقًا فهي جميلة تستحق أن يبذل جهدًا حتى تصبح شريكته لم تكن جميلة المظهر فقط بل كانت جميلة الطباع والأصل.

وافق أخواتها  عليه بل دعموه  بالرغم إمكانياته البسيطة التي لاتتوافق مع مستواها؛ ولكن كانوا يطبقون مقولة"بنشتري راجل" بل شجعهم في هذا القرار سعادتها الغامرة و حبها له  الذي لم تفصح عنه لأحد ولا له حتى!

ولكن لم تكن الحياة الوردية التي ترسمها كل فتاة -كما تتخيل- ستعيشها في الواقع، وافقت على السفر والعيش معه في الأرياف، حاولت أن تتأقلم على طبع أهله وطبعه.

بدأت تحضر تجهيزات الفرح عدت بصدمات مع أهله فهم يحاولون كسرها حتى لا تشعر بأنها أفضل منهم تعلميًا، وماديًا، ومعنويًا كانت تمرر كل شىء  مقابل حبه له-كما اعتقدت- أو خيل لها.

إنما هو لم ننكر إنه شعر بعواطف اتجاهه وأحب أهلها،  ولم ينس جميلهم إنهم دعموه وحفزوه حتى أصبح في مكانه لايحلم بها يومًا؛ ولكن زواجه منها لم يكن حب -كما اعتقدنا- بل هو دواء لجرح ماضي فهو كان يحب قبلها واحدة؛ ولكن رفضته هي وأهلها بسبب ظروفه ومن وقتها طعنة خنجر أصابه عاطفته  قرر أن يداوي جرحه في شريكته ظل أعمى لا يرى حبها له أبدًا!

  شعرت بأنها ستعيش  سعادة غامرة  في الحب مع الرجل الذي أحبته،  سافرت معه  بدأت  المفاجأت  تتوالى عليها  كل عقد النقص منه ومن أهله كانت تمارس عليها،  وكأن ذنب إنها أعلى تعليميًا، وماديًا، واجتماعيًا، شعرت بأنها في غربة لم يكن هذا الرجل الذي أحبته!

لم تمر شهور حتى بدأ أهله يسألون عن حملها، ثم بدأ الكلام من قبل أهله  في حالة عدم حملها فمن حقه الزواج بأخرى ، فكانت تعيش مهددة ؛ ولكن كانت تحاول أن تتأقلم وتنسى بذهابها للعمل وتفضفض عن نفسها مع زميلاتها في العمل، كانت تستقبل أهله بالود والاحترام مهما قالوا عنها تتجاوزه فهي تعتبر احترامها له وحبه  في  ود أهله، لا ننكر إنه كان يحب ويحترم أهلها ويداوم زيارتهم.

بالرغم  قسوته وحنانه في أحيان أخرى لاتسمح لأحد من أهلها أو أهله أن ينتقده أو يسخر منه دومًا تعطيه احترامً وتقديرًا أمام الجميع، فهي تشعر أن لا مأوى ولامكان للزوجة سوى بيت زوجها وإن عليها الصبر.

حتى حدث المراد وأصبحت" حامل" فرح بشدة كانت أول مرة تجده سعيد، يحبها بهذا القدر حتى أهله يهتمون بها إلا أن علموا المولود"بنت" تغير من ناحيتها وأسود وجهه، أصبح ينفرها، هكذا أيضًا ردة فعل أهله.

ولدت الطفلة وكانت قرة عينها شعرت بأنها لم تكن وحيدة كالسابق على عكسه وكأن عار أصابهم، وخاصة صعوبة حملها مرة أخرى نهائيًا، بدأ يتأقلم ويتعايش حتى مرت سنوات، ثم بدأ أهله في الزن  وضرورة  إنجاب  ولد، إن الولد  هو من يرث أباه واسم عائلته و البنت تتزوج في ماله وتجارته ستكون للغريب  وتارة يطمعون في ميراثه؛  وتارة أخرى يعرضون عليه الزواج بأخرى لتنجب له الولد؛ ولكن يشاء القدر يصاب بمرض يمنعه من الإنجاب.

تحملت الزوجة قسوته معها، قاسمته المر قبل الحلو، إعانته في مرضه، أعطته مالها، وذهبها، عمرها، وشبابها  حياتها في مقابل أن تشعر بحبه لها، كانت تكنس، وتمسح، وتطبخ، وتعمل، وتراعيه، وتراعي طفلتهم يعتبره حق مكتسب أن نساء الريف معتادين على ذلك فكل ما تفعله ملزمة به، دون تقدير أو تعاون.

بدأ يركز فترة من حياته على تربية ابنته، فهو يعلم إنها ترضى بالقليل فإذا خرجها أو أهتم بها فهو راضي عنها، كبرت ابنته كان يعاملها معاملة الأولاد يحاول أن يقسو عليها  في بعض الأحيان،  يجعلها تتعلم كل شيء لتواجه صعوبات الحياة فهي قرة عينه كانت ترعاه في مرضه، تتجاوز عن أخطاءه، تغالط أمها بالرغم معرفتها إن الحق معها، أمتنعت عن أن تعيش حياتها لتظل في كنف والدها ووالدتها، لم يحرمها من شىء تطلبه، كانت تراعي عمله أفضل من مائة راجل، تفوقت في دراستها، الكل يحلف بأخلاقها، وتربيتها.

الأم رغم القسوة والإهمال من قبل زوجها حصادها كان في قرة عينها"ابنتها" هل من لا يزالوا يتمنون إنجاب الولد ومن يخربون حياتهم ليتزوجوا بأخرى من أجل هذا السبب وكأنها معاندة مع القدر..ياترى  إذا كان مقدر له إنجاب ولد سيرعاه في مرضه وشدته -كما- راعته ابنته ..يوجد  كثير من الولاد لم يتحملوا حتى مسئولية أنفسهم؟!

"العبرة أن ترضى بالمقدر والمكتوب..فمن يسخط لن يرتاح أبدًا في حياته "

تعليقات