اللقاء الأخير..!






أحلام واقعية- ندى العمر


أنانية الآباء والأمهات قد تكون سبب في إنهاء حياة ابنائهم دون قصد ولكن بجهل..ليس ذنب أبنائكم سوء اختياركم أو عدم وجود حلقة تفاهم بينكم..الندم لا يجدي نفع!

قرر الأب الموافقة على طلب زوجته بالانفصال؛ ولكن بشرط أخذ ابنه وابنته التوائم  للعيش معه، وحرمان الأم من رؤيتهم بسبب إصرارها على الطلاق؛ اضطرت الأم الموافقة فهي لا تستطيع العيش معه حاولت أن تترجاه ليس من العدل حرمانها من رؤيتهم؛ ولكن نزع من قلبه الحنان لايرى سوى الإصرار على موقفه وإنها لاتستحق  وجودهم في حياتها طالما قررت الانفصال.

تم الطلاق بالفعل، وعاش ابنه وابنته في عذاب فهم محرمون من رؤية والدتهم،  فقد  غير الأب عنوانهم، ومدارسهم، وحينما كان يعلم أن الأم وصلت لأماكنهم يتشاجرون مع بعضهم ،  أصبحت الفتاة تكره حياتها، تعيش في حزن شديد متسائلة لماذا تحرم من وجود أمها وهي على قيد الحياة؟!

وصلت الأم لحل علمت مكان مدرسة ابنتها الجديدة، وطلبت من المديرة أن تلتقي بابنتها لتتحدث معها كل أسبوع مرة ...وافقت المديرة هكذا كان لقاء الأم بابنتها..رغم هالة الحزن الشديدة على وجه الفتاة من حين لآخر، وعدم تركيزها أثناء شرح المعلمة فهي سارحة في موعد لقاء والدتها المنتظر بعيًدا عن أعين والدها وشجاره المستمر، وتحذيره إذا تقابلت مع والدتها دون علمه  أو الاتصال بها؛ ولكن سرعان ما تتحول هالة الحزن لفرح حينما تستدعيها المديرة لتقابل والدتها يتحول وجهه  لسعادة عارمة  سعيدة تتمنى أن تُعرف الجميع على والدتها.

 وهي ذاهبة لغرفة المديرة قابلت زميلتها قائلة:"تعالي أعرفك على ماما "!

ظلت على هذا الحال لمدة شهور؛ ولكن  في الأسبوع الأخير زارتها والدتها  وكانت تشعر بإنه اللقاء الأخير تطيل الحديث معها تتمنى لو لم تغادر، وتظل معها.

في أخر الأسبوع  من زيارة والدتها كانت تحضر مجموعة مدرسية بعد مواعيد المدرسة؛  ولكن الحزن مسيطر عليها، وحينما يسألها أحد عن سبب حزنها، ترد"مفيش حاجة أنا كويسة"!

 لم تتحمل فقط عذاب انتظار موعد رؤية والدتها؛ ولكن تحملت سوء أسلوب بعض المدرسات وسخريتهم و نهرهم المستمر لها لعدم تركيزها واستجابتها في الشرح؛   فجأة دون سابق إنذار لفظت أنفاسها الأخيرة نتيجة هبوط في الدورة الدموية أمام زميلاتها والمدرسات بعد محاولات من إنقاذها من قبل طبيبة المدرسة والمدرسات؛ كانت تتمنى أن ترى والدتها وأخاها التوائم قبل رحيلها؛ ولكن أمر الله نفذ فما فائدة العند حينما بُلغ الأب والأم بفقدان ابنتهم ..تجمعوا؛ لكن تجمعوا في فراقها!

"لذلك  على كل أب وأم منفصلين أتريدون دفع ضريبة خلافاتكم إنهاء حياة ابنائكم.. راجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان".
   

تعليقات